البذور

أكتوبر 23, 2023
seeds

يضم أكبر مجموعة نباتات بالعالم.. تعرف على "بنك الألفية للبذور"

تقع أكبر مجموعة نباتات في العالم وأكثرها تنوعا داخل أقبية بنك الألفية للبذور، وذلك يجعلها أداة لا تقدر بثمن للعلماء الذين يتعاملون مع أزمة التنوع البيولوجي العالمية.

احتفلت الحدائق النباتية الملكية الإنجليزية "كيو جاردنز" (Kew Gardens) بإنجاز كبير للحفاظ على النباتات البرية المهمة والنادرة والمهددة بالانقراض، بعد نجاح بنك الألفية للبذور الخاص بها، الذي وصفه العلماء بأنه "سفينة نوح للنباتات"، في جمع أكثر من 2.4 مليار بذرة فردية تمثل ما مجموعه 40 ألفا و20 نوعا مختلفا من النباتات البرية.

ومع وجود نوعين من كل 5 أنواع نباتية مهددين بالانقراض، أصبحت بنوك البذور الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى في توفير نسخة احتياطية من النباتات المهددة بالانقراض.

يقع بنك الألفية للبذور في قلب مدينة ساسكس الإنجليزية (كيو جاردنز)


أكبر بنك للبذور في العالم

يعد بنك الألفية للبذور أكبر مرفق لتخزين البذور البرية في العالم، ويقع في قلب مدينة ساسكس، وهو برنامج رائد لحفظ البذور تقوده "كيو جاردنز" ويحمل لقب موسوعة غينيس للأرقام القياسية "لأكبر بنك بذور في العالم".

يوجد به 98 ألفا و567 مجموعة بذور جاءت من 190 دولة ومنطقة، عبر جميع القارات السبع، و9 مناطق جغرافية حيوية، و36 نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي.

ويتم تخزين البذور النادرة والمهددة من جميع أنحاء العالم في خزائن مقاومة للإشعاع والقنابل والفيضانات.

يقول لورد بينيون وزير الأمن الحيوي في حكومة المملكة المتحدة "ستكون المجموعة الرائدة عالميا من النباتات المتنوعة أداة مهمة في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا اليوم، ومن ذلك الحفاظ على أمننا الغذائي، وفقدان الأمن البيولوجي وتغير المناخ".

وأضاف "هذه المجموعة البارزة مثال آخر على مكانة بريطانيا العظمى بوصفها رائدة عالمية في مجال الأمن البيولوجي للنباتات وتجسد مثالا يحتذى به في العالم".

وتقول الدكتورة إلينور بريمان القائدة البحثية الأولى في بنك الألفية للبذور "تقع أكبر مجموعة نباتات في العالم وأكثرها تنوعا داخل أقبية بنك الألفية للبذور، وذلك يجعلها أداة لا تقدر بثمن للعلماء الذين يتعاملون مع أزمة التنوع البيولوجي العالمية".

وأضافت "لا يتعلق حفظ البذور بملاحقة الأرقام فحسب، بل يتعلق بزيادة التنوع الجيني للمجموعات وإطلاق العنان لإمكاناتها لحل بعض أكبر التحديات التي نواجهها اليوم، من فقدان التنوع البيولوجي إلى الأمن الغذائي إلى تغير المناخ".

يقوم أخصائيو الإنبات باختبار البذور كل عشر سنوات وتعظيم استخدامها (كيو جاردنز)


أهم مبادرة للحفاظ على البيئة

وفقًا لتقرير "حالة النباتات والفطريات في العالم" الصادر عن "كيو غاردنز" لعام 2020، فإن نباتين من كل 5 نباتات على مستوى العالم مهددان بالانقراض بسبب تدهور النظم البيئية الطبيعية، وزيادة حالات عدم اليقين التي يسببها تغير المناخ.

وقد جاء تحديد الحفظ خارج الوضع الطبيعي، مثل بنوك البذور، ليمثل طريقة واحدة لحماية التنوع البيولوجي والجيني، ويعتقد العلماء أنه يجب اتخاذ خطوات جادة لإحداث تغيير إيجابي في الطبيعة في المستقبل.

وعلى عكس بنوك الجينات التي تركز على دعم تنوع نباتات المحاصيل الغذائية، مثل قبو سفالبارد العالمي للبذور -بنك بذور آمن يقع في القطب الشمالي النائي ويضم مجموعة متنوعة من بذور النباتات في كهف تحت الأرض- فإن مجموعات بنك الألفية للبذور لا تمثل سوى النباتات البرية المهددة والمفيدة.

وظهرت أهمية قبو سفالبارد العالمي للبذور في عام 2016، إذ افتتح لإخراج حبوب نباتات كانت قد تأثرت بالحرب في سوريا واندثرت في حلب، وهو يعدّ محاولة للتأمين ضد فقدان البذور في الأزمات الإقليمية والعالمية.

وتحتوي النباتات البرية، مثل الأقارب البرية للمحاصيل التي نستهلكها، على تنوع أوسع بكثير من الجينات والصفات التي يأمل الباحثون أن تطلق العنان لإمكانية استهداف التحديات بما في ذلك تغير المناخ والجفاف والأمراض والآفات.